الاثنين، 11 يونيو 2012
|
دعواتكم الطيبه
الاثنين، 4 يونيو 2012
هل أنت جزء من المشكلة أم الحل ؟
اصطدمت سيارتان، فاجتمع الناس من كل حدب وصوب، وتوقفت السيارات، وازدحم المكان. فانقسم الناس عشوائياً إلى ثلاث مجموعات : الأغلبية صامتة دفعها الفضول لتتفرج، وربما أيضاً فضل الوقت الذي لا تعرف كيف تستفيد منه. والفريق الثاني فريق التنظير، الذين بدأوا بسب السائقَين على تهورهما وعدم التزامهما بقواعد المرور، وراح بعضهم يشتم إدارة المرور لعدم وضعها الإشارات الضوئية ليعرف كل سائق حقه، وأخذ بعضهم يقرر الحق مع مَن وعلى مَن، واختلفوا وارتفعت أصواتهم.
أما الفريق الثالث فراح يعمل في صمت. اتصل بعضهم ليخبر شرطة المرور، وبعضهم استدعى الإسعاف، وآخرون راحوا يحاولون فتح أبواب السيارتين لإخراج الركاب، وسخّر بعضهم سيارته لنقل بعض المصابين إلى أقرب مستوصف.
وعندما وصلت شرطة المرور، أخذ فريق المنظّرين يفتي بغير علم، ويحاول كل فرد أن يصل إلى ضابط الشرطة ليخبره برأيه في الحادث. وجاءت سيارة الإسعاف فلم تستطع الوصول إلى السيارتين إلا بشق الأنفس.
لقد كان بعض الناس جزءاً من المشكلة في حين كان آخرون جزءاً من الحل. وهكذا تجري الأمور في كل مناحي الحياة. تقع في مصيبة فيأتيك المتفلسفون ليس لهم همّ إلا أن يفرغوا ما عندهم من كلمات التقريع في أذنك، إضافة إلى قائمة طويلة من النصائح التي ربما تعرفها قبل أن يولدوا. وفي المقابل يأتيك من يضع نفسه تحت تصرفك، طالباً منك أن تأمره لينفذ لك ما تريد، وبعضهم يقوم بعمل ما يراه مناسباً حتى قبل أن تطلب منه.
وقد حدثني قريب لي أنه عندما توفي والده، جاءه من أقاربه مَن راح يسأله كيف حصلت الوفاة، وكيف لم يتصرف بسرعة فيأخذه إلى الطوارئ، وكأنهم أشد حرصاً على أبيه منه، ثم راحوا يقترحون عليه أن يدفنه في مقبرة كذا، وأن يفعل كذا وكذا. وفي مقابل هذا يقول: ما إن سمع احد زملاء العمل بالخبر حتى ترك العمل وجاءني يسعى، ولما رآني متأثراً أخذ يواسيني، ثم أخرج من جيبه رزمة من المال ودفعها إلي قائلاً: لعلك لا تملك مبلغاً كافياً لتغطية بعض المصاريف. وأقسمَ عليّ ألا أردها إليه إلا بعد أن يصبح لدي فائض، ثم أقسم بأنه لا يعرف كم المبلغ وأن علي أن أعدّه بنفسي!
من أراد النجاح فعليه أن يكون ماهراً بطرق امتصاص سخط الناس فيحوِّل انتقاداتهم السلبية إلى مساهمات إيجابية. والشركات الناجحة تحاول أن تجعل زبائنها جزءاً من الحل بدلاً من أن يكونوا جزءاً من المشكلة. فبعض السيارات يتم تعديل تصميمها من خلال استبانات رأي تعملها الشركات المصنّعة، لتعلم عن طريقها المزايا التي يود مستخدمو السيارات أن يروها في سياراتهم وتلك التي لا يريدونها.
وتفعل ذلك أيضاً شركات برمجيات الحاسوب، فتطلب من الناس موافاتها بما يريدون أن يروه في برامجها. وبالمناسبة فإن كثيراً من المزايا التي يطلبها المستخدِمون تكون متوفرة في الإصدارات الحالية من البرامج لكن الناس يجهلون ذلك نظراً لضخامة البرامج وكثرة مزاياها.
ومَن يستخدم الحاسوب يعرف العبارة التي تظهر أمامه عند حدوث خطأ في البرنامج وتسأله إن كان يريد أن يرسل رسالة إلى الشركة. وإذا كان أكثرنا لا يكترث بهذه الرسالة فقد سمعت من شخص كان يعمل في أمريكا أن شركته يأتيها عشرات الآلاف من هذه الرسائل التي تساعدها على اكتشاف أسباب الأخطاء. وهذا العدد ليس بكثير على برامج يبلغ عدد مستخدميها مئات الملايين.
وفي عالم الطيران استطاعت شركة بوينغ أن تحصل على رضا زبائنها المحتملين فأشركت معها في مرحلة تصميم الطائرة 777 مهندسين من شركات خطوط الطيران التي كان متوقعاً أن تشتري الطائرة، فصارت الطائرة وكأنها مصممة حسب طلبهم.
أما الفريق الثالث فراح يعمل في صمت. اتصل بعضهم ليخبر شرطة المرور، وبعضهم استدعى الإسعاف، وآخرون راحوا يحاولون فتح أبواب السيارتين لإخراج الركاب، وسخّر بعضهم سيارته لنقل بعض المصابين إلى أقرب مستوصف.
وعندما وصلت شرطة المرور، أخذ فريق المنظّرين يفتي بغير علم، ويحاول كل فرد أن يصل إلى ضابط الشرطة ليخبره برأيه في الحادث. وجاءت سيارة الإسعاف فلم تستطع الوصول إلى السيارتين إلا بشق الأنفس.
لقد كان بعض الناس جزءاً من المشكلة في حين كان آخرون جزءاً من الحل. وهكذا تجري الأمور في كل مناحي الحياة. تقع في مصيبة فيأتيك المتفلسفون ليس لهم همّ إلا أن يفرغوا ما عندهم من كلمات التقريع في أذنك، إضافة إلى قائمة طويلة من النصائح التي ربما تعرفها قبل أن يولدوا. وفي المقابل يأتيك من يضع نفسه تحت تصرفك، طالباً منك أن تأمره لينفذ لك ما تريد، وبعضهم يقوم بعمل ما يراه مناسباً حتى قبل أن تطلب منه.
وقد حدثني قريب لي أنه عندما توفي والده، جاءه من أقاربه مَن راح يسأله كيف حصلت الوفاة، وكيف لم يتصرف بسرعة فيأخذه إلى الطوارئ، وكأنهم أشد حرصاً على أبيه منه، ثم راحوا يقترحون عليه أن يدفنه في مقبرة كذا، وأن يفعل كذا وكذا. وفي مقابل هذا يقول: ما إن سمع احد زملاء العمل بالخبر حتى ترك العمل وجاءني يسعى، ولما رآني متأثراً أخذ يواسيني، ثم أخرج من جيبه رزمة من المال ودفعها إلي قائلاً: لعلك لا تملك مبلغاً كافياً لتغطية بعض المصاريف. وأقسمَ عليّ ألا أردها إليه إلا بعد أن يصبح لدي فائض، ثم أقسم بأنه لا يعرف كم المبلغ وأن علي أن أعدّه بنفسي!
من أراد النجاح فعليه أن يكون ماهراً بطرق امتصاص سخط الناس فيحوِّل انتقاداتهم السلبية إلى مساهمات إيجابية. والشركات الناجحة تحاول أن تجعل زبائنها جزءاً من الحل بدلاً من أن يكونوا جزءاً من المشكلة. فبعض السيارات يتم تعديل تصميمها من خلال استبانات رأي تعملها الشركات المصنّعة، لتعلم عن طريقها المزايا التي يود مستخدمو السيارات أن يروها في سياراتهم وتلك التي لا يريدونها.
وتفعل ذلك أيضاً شركات برمجيات الحاسوب، فتطلب من الناس موافاتها بما يريدون أن يروه في برامجها. وبالمناسبة فإن كثيراً من المزايا التي يطلبها المستخدِمون تكون متوفرة في الإصدارات الحالية من البرامج لكن الناس يجهلون ذلك نظراً لضخامة البرامج وكثرة مزاياها.
ومَن يستخدم الحاسوب يعرف العبارة التي تظهر أمامه عند حدوث خطأ في البرنامج وتسأله إن كان يريد أن يرسل رسالة إلى الشركة. وإذا كان أكثرنا لا يكترث بهذه الرسالة فقد سمعت من شخص كان يعمل في أمريكا أن شركته يأتيها عشرات الآلاف من هذه الرسائل التي تساعدها على اكتشاف أسباب الأخطاء. وهذا العدد ليس بكثير على برامج يبلغ عدد مستخدميها مئات الملايين.
وفي عالم الطيران استطاعت شركة بوينغ أن تحصل على رضا زبائنها المحتملين فأشركت معها في مرحلة تصميم الطائرة 777 مهندسين من شركات خطوط الطيران التي كان متوقعاً أن تشتري الطائرة، فصارت الطائرة وكأنها مصممة حسب طلبهم.
كلمات تدمر نفسية أبنائنا
كثيرا ما يتلفظ الآباء والأمهات بكلمات لا يحسبون لها حساب، ولكنها تدمر الأهداف التربوية التي ينشدونها.
فالكلمة هي أساس التربية، ونحن نوجّه أبناءنا بالكلام ونحاسبهم بالكلام ونشجعهم بالكلام ونمدحهم بالكلام ونغضب عليهم بالكلام،
فتربية الأبناء إما بالكلام أو بالأفعال وفي الحالتين هي كلام، فالكلام حوار لفظي والأفعال حوار غير لفظي، فالموضوع إذن كله كلام بكلام وهذه هي التربية.
ومن خلال تجاربي في حل المشاكل التربوية اكتشفت أن أكثر ما يساهم في انحراف الأبناء سوء استخدام الألفاظ والكلام، ومن يومين جلست مع شاب هارب من بيته لأستمع لمشكلته التربوية مع والديه وكان ملخصها في الكلام السيء الذي يسمعه منهما، وفتاة اشتكت لي الحال من انحرافها وهي غير راضية عن نفسها ولكنها أرادت أن تنتقم من سوء كلام والديها لها، وقد جمعت بهذا المقال الأمراض التربوية في اللسان بعشرة كلمات تدمر نفسية الأبناء وتشجعهم على الانحراف وهي كالتالي:
أولاً: الشتم بوصف الطفل بأوصاف الحيوانات، مثل (حمار، كلب، ثور، تيس، يا حيوان،...)، أو تشتم اليوم الذي ولد فيه.
ثانياً: الإهانة من خلال الانتقاص منه بأوصاف سلبية مثل أنت (شقي، كذاب، قبيح، سمين، أعرج، حرامي ) والإهانة مثل الجمرة تحرق القلب.
ثالثاً: المقارنة، وهذه تدمر شخصية الطفل لأن كل طفل لديه قدرات ومواهب مختلفة عن الآخر، والمقارنة تشعره بالنقص وتقتل عنده الثقة بالنفس
ثانياً: الإهانة من خلال الانتقاص منه بأوصاف سلبية مثل أنت (شقي، كذاب، قبيح، سمين، أعرج، حرامي ) والإهانة مثل الجمرة تحرق القلب.
ثالثاً: المقارنة، وهذه تدمر شخصية الطفل لأن كل طفل لديه قدرات ومواهب مختلفة عن الآخر، والمقارنة تشعره بالنقص وتقتل عنده الثقة بالنفس
وتجعله يكره من يقارن به.
رابعاً: الحب المشروط، كأن تشترط حبك له بفعل معين مثل (أنا ما أحبك لأنك فعلت كذا، أحبك لو أكلت كذا أو لو نجحت وذاكرت)... فالحب المشروط يشعر الطفل بأنه غير محبوب ومرغوب فيه، وإذا كبر يشعر بعدم الانتماء للأسرة لأنه كان مكروها فيها عندما كان صغيرا، ولهذا الأطفال يحبون الجد والجدة كثيرا لأن حبهم غير مشروط.
خامساً: معلومة خاطئة، مثل (الرجل لا يبكي، اسكت بعدك صغير، هذا الولد جنني، أنا ما أقدر عليه، الله يعاقبك ويحرقك بالنار)
سادساً: الإحباط، مثل (أنت ما تفهم، اسكت يا شيطان، ما منك فايدة)
سابعاً: التهديد الخاطئ، مثل (أكسر راسك، أشرب دمك، أذبحك)
ثامناً : المنع غير المقنع، مثل (تكرار قول: لا لا لا ، ودائماً نرفض طلباته من غير بيان للسبب).
تاسعاً : الدعاء عليه، مثل (الله يأخذك، عساك تموت، ملعون).
عاشراً: الفضيحة، وذلك بكشف أسراره وخصوصياته.
سادساً: الإحباط، مثل (أنت ما تفهم، اسكت يا شيطان، ما منك فايدة)
سابعاً: التهديد الخاطئ، مثل (أكسر راسك، أشرب دمك، أذبحك)
ثامناً : المنع غير المقنع، مثل (تكرار قول: لا لا لا ، ودائماً نرفض طلباته من غير بيان للسبب).
تاسعاً : الدعاء عليه، مثل (الله يأخذك، عساك تموت، ملعون).
عاشراً: الفضيحة، وذلك بكشف أسراره وخصوصياته.
فهذه عشرة كاملة، وقد اطلعت على دراسة تفيد أن الطفل إلى سن المراهقة يكون قد استمع من والديه ستة عشر ألف كلمة سيئة من الشتائم، إلا إن الدراسة لم ترصد لنا إلا نوعاً واحداً من الأمراض اللسانية والتي ذكرناها، فتخيلوا معي طفلا لم يبلغ من العمر ثماني سنوات وفي قاموسه أكثر من خمسة آلاف كلمة مدمرة فإن أثرها عليه سيكون أكبر من أسلحة الدمار الشامل فتدمر حياته ونفسيته.
وقد لخص لنا رسولنا الكريم – صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم - هذا المقال كله بأربع كلمات وهي في قوله عليه السلام: (ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء)... فالأصل أن نتجنب هذه الرباعية السلبية وأن نستبدلها برباعية إيجابية أخرى مع أبنائنا فنركز على الحب والتشجيع والمدح والاحترام.
فالكلمة الطيبة أهم من العطية قال تعالى (قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى) ونحن نعطي أولادنا كل شيء طعام وألعاب وترفيه وتعليم ولكننا نحرقهم وندمرهم بالكلام وهذا خلاف المنهج القرآني، وقد اكتشف العلماء المعاصرون أن(الكلمة الطيبة والصدقة) لهما نفس الأثر على الدماغ. فلنحرص على انتقاء الكلام في بيوتنا فللكلمة أثر عظيم، فالقرآن الكريم أصله كلمة، والإنسان يدخل في الإسلام ويخرج منه بكلمة، والأعزب ينتقل للحياة الزوجية ويخرج منها بكلمة، فلا نستهين بالكلمة ولنحرص عليها وعلى الكلمة المؤثرة التي تساهم في بناء أطفالنا وتنميتهم، فبالكلام نصنع السلام والوئام ويكون أبناؤنا تمام التمام.